أ. د. أحمد الحجي الكردي
خبير في الموسوعة الفقهية، وعضو هيئة الإفتاء في دولة الكويت
تاريخ النشر
2011-04-22
عنوان الفتوى
الدعاء والقدر
السؤال
السلام عليكم
سؤالي هو: هل الإنسان مسير أم مخير؟ وإن كان مسيرا بقدر قدره الله له قبل مولده فلماذا يؤمر بالإكثار من الدعاء؟ وهل يرد عنه دعاؤه شيئا مما كتب له؟ وهل ما يصيبنا من مصائب وأحزان قدر لنا أم هو من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا؟
الفتوى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالإنسان مسير يشعر بالاختيار، وهذا الشعور هو محل المسؤولية، ولذلك فإن على المرء أن يبحث عن الخير قدر جهده، ويؤجر على ذلك، وفي النهاية لن يصل إليه إلا ما قدر له، ولا يصله إلا الخير إن شاء الله تعالى.
فأعماله مقدرة عليه، بمعنى أن الله تعالى يعلم أنها ستكون، لكنه حين الفعل لم يشعر بأنه مجبر عليها، ولذلك فإنه يعد مسؤولا ومحاسبا على ما يعمل.
وقد أخرج الترمذي برقم (2139) عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد العمر إلا البر).
وأخرج ابن ماجه برقم (3437) عن أبي خزامة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت أدوية نتداوى بها ورقى نسترقي بها وتقى نتقيها، هل ترد من قدر الله شيئا؟ قال: ( هي من قدر الله ).
وعليه فالدعاء من قدر الله تعالى، والاستجابة له من قدره سبحانه أيضا، فلا يدعو الإنسان بشيء إلا إذا قدر له الدعاء من الأزل.
واعلم أن المصائب والابتلاء قد تكون دليلا على محبة الله عز وجل للعبد، إما تكفيرا لذنوبه أو رفعا لدرجاته إذا لم يكن له ذنب.
وإذا أحب الله عبداً ابتلاه، وأمر المؤمن كله له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له.
ومع ذلك فالدعاء مطلوب وهو مخ العبادة، مع الالتزام بما أمر الله تعالى وما نهى عنه.
وكان من دعائه عليه الصلاة والسلام: ((اللهم اصرف عنا من البلاء ما نعلم وما لا نعلم وما أنت به أعلم)).
وروى الإمام أحمد عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: ((سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد تصيبه مصيبة، فيقول: إنا لله وأنا إليه راجعون، اللهم آجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منها، إلا أجره الله في مصيبته، وخلف له خيراً منها، قالت: فلما توفي أبو سلمة، قلت: من خير من أبي سلمة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: ثم عزم الله عز وجل لي فقلتها اللهم آجرني في مصيبتي، واخلف لي خيراً منها، قالت فتزوجت رسول الله صلى الله عليه وسلم))
والله تعالى أعلم.
خبير في الموسوعة الفقهية، وعضو هيئة الإفتاء في دولة الكويت
تاريخ النشر
2011-04-22
عنوان الفتوى
الدعاء والقدر
السؤال
السلام عليكم
سؤالي هو: هل الإنسان مسير أم مخير؟ وإن كان مسيرا بقدر قدره الله له قبل مولده فلماذا يؤمر بالإكثار من الدعاء؟ وهل يرد عنه دعاؤه شيئا مما كتب له؟ وهل ما يصيبنا من مصائب وأحزان قدر لنا أم هو من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا؟
الفتوى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالإنسان مسير يشعر بالاختيار، وهذا الشعور هو محل المسؤولية، ولذلك فإن على المرء أن يبحث عن الخير قدر جهده، ويؤجر على ذلك، وفي النهاية لن يصل إليه إلا ما قدر له، ولا يصله إلا الخير إن شاء الله تعالى.
فأعماله مقدرة عليه، بمعنى أن الله تعالى يعلم أنها ستكون، لكنه حين الفعل لم يشعر بأنه مجبر عليها، ولذلك فإنه يعد مسؤولا ومحاسبا على ما يعمل.
وقد أخرج الترمذي برقم (2139) عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد العمر إلا البر).
وأخرج ابن ماجه برقم (3437) عن أبي خزامة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت أدوية نتداوى بها ورقى نسترقي بها وتقى نتقيها، هل ترد من قدر الله شيئا؟ قال: ( هي من قدر الله ).
وعليه فالدعاء من قدر الله تعالى، والاستجابة له من قدره سبحانه أيضا، فلا يدعو الإنسان بشيء إلا إذا قدر له الدعاء من الأزل.
واعلم أن المصائب والابتلاء قد تكون دليلا على محبة الله عز وجل للعبد، إما تكفيرا لذنوبه أو رفعا لدرجاته إذا لم يكن له ذنب.
وإذا أحب الله عبداً ابتلاه، وأمر المؤمن كله له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له.
ومع ذلك فالدعاء مطلوب وهو مخ العبادة، مع الالتزام بما أمر الله تعالى وما نهى عنه.
وكان من دعائه عليه الصلاة والسلام: ((اللهم اصرف عنا من البلاء ما نعلم وما لا نعلم وما أنت به أعلم)).
وروى الإمام أحمد عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: ((سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد تصيبه مصيبة، فيقول: إنا لله وأنا إليه راجعون، اللهم آجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منها، إلا أجره الله في مصيبته، وخلف له خيراً منها، قالت: فلما توفي أبو سلمة، قلت: من خير من أبي سلمة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: ثم عزم الله عز وجل لي فقلتها اللهم آجرني في مصيبتي، واخلف لي خيراً منها، قالت فتزوجت رسول الله صلى الله عليه وسلم))
والله تعالى أعلم.